- ندوات إذاعية / ٠09برنامج حياة المسلم - إذاعة حياة إف إم
- /
- ٠3برنامج حياة المسلم 3
مقدمة :
الدكتور راتب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا بما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .
المذيع :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، يا ربنا صلّ وسلم ، أنعم وأكرم على نبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته شيخنا الكريم ، مرحباً بفضيلتكم ..
الدكتور راتب :
بارك الله بكم ، ونفع بكم ، وأعلى قدركم .
المذيع :
حفظكم الله دكتور .
حلقتنا اليوم عن تعامل المتدين مع من حوله تحديداً مع عائلته ، أحياناً تحظى هذه العلاقة بتواصل ودي وإيجابي إلى أبعد الحدود ، وأحياناً تكون مليئة بالمشاكل ، وأحياناً يبتلى أنه يكون بأهله من لا يوافق منهجه ، هو متدين لكن ابنه لا يصلي ، هي متدينة لكن ابنتها غير محجبة ، كيف يفترض أن تكون هذه العلاقة صحيحة ؟ وكيف يمكن أن نتعامل مع من يعصي ويشرد عن درب الله من عائلاتنا إن كنا نسمي أنفسنا متدينين ؟
الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم :
الدكتور راتب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد ، وعلى آله وأصحابه الطيّبين الطاهرين ، أمناء دعوته ، وقادة ألوِيَتِه ، وارضَ عنّا وعنهم يا ربّ العالمين .
الحقيقة الدقيقة أن هذا الموضوع حساس ينطلق من مسلمات ، قال تعالى :
﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾
آيات جامعة مانعة قاطعة دعا إلى الله بلسانه ، أو دعا إلى الله بعمله ، فأمانة الأمين دعوة إلى الأمانة ، والإنصاف دعوة ، والعدل دعوة ، إما أن تدعو بلسانك أو تدعو دعوة صامتة بعملك ، الدعوة فرض عين على كل مسلم ، أنا أقول لإنسان يصلي لم تصلي ؟ يقول : ما هذا السؤال ؟ الصلاة فرض عين على كل مسلم ، وأنا أقول تقليداً لهذا الجواب : والدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم ، أما فرض عين فماذا تعني ؟ في حدود ما تعلم ، ومع من تعرف فقط ، أنت حضرت خطبة جمعة وتأثرت بشرح الخطيب لآية دقيقة فذكرتها لزوجتك ، هذه دعوة، ذكرتها لأصدقائك ، لشركائك في العمل التجاري ، لأقربائك بسهرة ، بندوة ، بنزهة ، هذه الدعوة التي هي فرض عين في حدود ما تعلم ومع من تعرف فقط .
المذيع :
شيخنا هنا يكون التكليف الشرعي ؟
الدكتور راتب :
فرض عين كالصلاة ، الدليل قال تعالى :
﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾
البصيرة هنا تعني الدليل والتعليل ، كيف ؟
﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾
على بصيرة أي الأمر مع تعليل ، معه شرحه ، مع بيان حكمته ، مع بيان دليله ، مع بيان مشروعيته ، هذه الدعوة فرض عين على كل مسلم ، أقرب الناس للإنسان زوجته ، سمع درس دين تأثر به تأثراً بالغاً ، أو كان بحفل عقد قران وقف خطيب تكلم عن الزواج بكلام رائع ، فأنت أن تنقل ما سمعته بأمانة لمن حولك هذه دعوة إلى الله ، لكن فرض عين على كل مسلم في حدود ما تعلم ومع من تعرف فقط .
المذيع :
شيخنا هنا يكون فرض عين ؟
فرض الكفاية يحتاج إلى تفرغ وتعمق وتبحر :
الدكتور راتب :
أما فرض الكفاية فتحتاج إلى تفرغ ، وإلى تعمق ، وإلى تبحر ، وإلى تثبت ، أنت اختصاصك شريعة من الأزهر ، أو أنت تعلمت على يد علماء كبار ، غير رسميين ، أنت معك علمك مؤصل بالأدلة ، والبراهين ، والتعليلات ، والشرح ، هذه دعوة إلى الله وهي فرض كفاية ، إذا قام بها البعض سقطت عن الكل ، دليلها قال تعالى :
﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾
صار عندنا دعوة هي فرض عين على كل مسلم ، في حدود ما يعلم فقط ، ومع من يعرف فقط ، لا تكلفك هذه شيئاً .
المذيع :
أما التخصصية فتحتاج إلى أشخاص يتوسعون بها .
الدكتور راتب :
مختصون ، متثبتون ، متفرغون ، متعمقون .
المذيع :
شيخنا هذه التخصصية التي كفرض كفاية إذا قام بها البعض سقطت عن الكل ، هل هي في الشريعة أم نحن بحاجة إلى تخصص بالطب ؟ بالهندسة ؟
العمل الصالح علة وجود الإنسان في الدنيا :
الدكتور راتب :
أنا أرى أن :
(( المؤمن القويُّ خيْر وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف ))
لماذا ؟ من بديهيات الإسلام أن علة وجودنا في الدنيا العمل الصالح ، والأدلة ساطعة وقاطعة ، قال تعالى:
﴿ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ﴾
هذه أول آية ، معنى علة وجودي في الدنيا الوحيدة العمل الصالح ، لم سمّي صالحاً؟ لأنه يصلح للعرض على الله ، ومتى يصلح ؟ إذا كان خالصاً وصواباً ، خالصاً ما ابتغي به وجه الله ، وصواباً ما وافق السنة .
إذا كانت علة وجودي العمل الصالح ، من هم أولى الناس بعملي الصالح ؟ الأقربون، الأقربون نسباً أي أولاده ، أخوته ، أخواته ، أصهاره ، كنائنه ، إلى آخره ، هذه أول دائرة ، الآن أقربهم جغرافياً ؛ جيرانه ، أقربهم إيمانياً ، الأقربون أولى ، الأقربون إليك جواراً ، ونسباً ، وإيماناً.
المذيع :
شيخنا أريد أن أذهب إلى تأصيل الفكرة نتحدث عن المسلم في بيئته وعائلاته ، هل الإنسان مسؤول أمام الله عن عائلته شرعاً ؟
مسؤولية كل إنسان عن عائلته شرعاً أمام الله عز وجل :
الدكتور راتب :
مسؤول مئة بالمئة .
المذيع :
شيخنا أليست كل نفس بنفسها رهينة ؟
الدكتور راتب :
رهينة حينما تصير المسؤولية عليها ، أدّ الذي عليك كأب ، أنت تحفظ ابنتك من التطرف ، أو من التفلت ، أو من الحرية ، ليست لصالحها بعد أن تؤدي واجبك نحوها هي أخذت قراراً آخر هذا موضوع ثان .
المذيع :
نوضح الأب ، رب عائلة مسؤول عن عائلته .
الدكتور راتب :
مسؤول معه صلاحيات لأنه أب ، ينفق ويوجه هو قدوة ، ويحاسب .
المذيع :
إذا من طرفهم يوجد خلل هو مسؤول أمام الله .
الدكتور راتب :
لذلك ورد أن البنت يوم القيامة تقف أمام رب العزة ، تقول : يا رب ، لا أدخل النار حتى أدخل أبي قبلي ، لما تفلتت بقي ساكتاً ، لما لبست ثياباً فاضحة بقي ساكتاً ، لما جاءت الساعة الثانية عشرة ليلاً أين كنت ؟ عند صديقتي ، بقي ساكتاً .
المذيع :
نبدأ من الخطوة الأولى الإنسان سوف يختار شريكة حياته هل هو مسؤول عنها إذا زوجته لا تصلي هل يسأل عنها شرعاً ؟
مسؤولية كل إنسان عن زوجته :
الدكتور راتب :
كل إنسان معه صلاحية مسؤول ، هو ينبهها ، يرشدها ، يقنعها ، أما إذا أصرت فهي أم أولاده قد تربي الأولاد على ترك الدين كلياً .
المذيع :
شيخنا هو مسؤول عن دينها ولباسها ؟
الدكتور راتب :
قد تقوم بهذه الأعمال إرضاء له ، لابأس بهذا .
المذيع :
حتى عن لباسها مسؤول ؟
الدكتور راتب :
حينما تبرز كل مفاتنها في الطريق أين زوجها ؟ أين أبوها ؟ لا يصير ، أولاً حتى تشعر أن هناك ثمانية مليارات إنسان ، لولا أن هناك غريزة قوية جداً أقوى دافع في الجنس البشري ما بقينا ثمانية مليارات ، كنا انقرضنا منذ زمن ، هذه الغريزة شهوة ، قوة دافعة كبيرة ، هذه القوة الدافعة تحتاج إلى مقود ، وإلى طريق ، تصور سيارة تنطلق بسرعة مئتين ، لكن الطريق غير معبد كله أكمات ، وحفر ، وصعوبات ، تحتاج هذه الدعوة إلى قدوة ، وإلى طريق ، وإلى منهج ، أنا عندما أختار زوجتي وهي أقوى علاقة بين إنسانين لابد من أن تحسن اختيارها.
المذيع :
الزوج له صلاحيات يدعوها ويقول لها مسموح ومرفوض هو محاسب عند الله .
الدكتور راتب :
لو كنت أنا مدير محطة إعلامية ، أنا مديرها معي صلاحيات مطلقة ، إذا وضعت برامج منحطة ، أنا مسؤول ما دمت أملك الصلاحية ، لكن أنا لست مسؤولاً عما يعرضه التلفاز في بلد معين ، لست مسؤولاً ، الصلاحية يقابلها مسؤولية .
المذيع :
الزوج حينما يختار زوجته وهو قوّام عليها طبعاً بالمعروف مقابل هذه الصلاحيات هو مؤاخذ شرعاً إذا لم تلتزم .
واجب الأب تجاه أولاده :
الدكتور راتب :
ما هو واجب الأب تجاه أولاده ؟ يمكن تستغرب جوابي عليه واجبات قبل أن يتزوج ، حسن اختيار أمهم ، أنت عندما أحسنت اختيارها مؤمنة ، تعرف الله ، تعرف قيمة الرجل ، تعرف قيمة التربية ، فإذا إنسان ما اختار الزوجة الصالحة ، اختارها لجمالها فقط أكبر عاق لأولاده ، أول حق قبل الزواج أن يحسن اختيار أمهم ، اختارها مؤمنة ، عفيفة ، طاهرة ، عندها حياء ، الحاجة المألوفة عند الناس الحاجة الجنسية ثلاثة بالمئة من خصائصها ، يوجد صدق ، أمانة ، عفة ، حياء من الله ، خجل ، رحمة واسعة ، عطاء ، للمرأة مليون وظيفة غير أنها جميلة ، أما من تزوج امرأة لجمالها فقط أذله الله ، لمالها أفقره الله ، لحسبها زاده الله دناءة ، فعليك بذات الدين تربت يداك .
المذيع :
شيخنا ذكرت فضيلتك أن الإنسان مسؤول عن عائلته وتبدأ هذه المسؤولية منذ لحظة اختياره لأمهم ، وعليه أن يختار ذات الدين ..
الدكتور راتب :
تربت يداك إن لم تفعل .
المذيع :
الآن كرجل ورب للعائلة هو مسؤول عنها إن لم تكن صاحبة دين عليه أن يدعوها للصلاة ، وإلى الاحتشام والحجاب ، ويمتلك هذه الصلاحيات ، إذاً هو محاسب شرعاً إذا قصرت هي ، وهي تحاسب ، الآن ماذا عن الأبناء إذا أنا ربيت ابني على الطاعة وعلى الصلاة والصيام ، كبر ولم يختر هذا المنهج .
بطولة الإنسان أن يتخذ بشأن حياته قراراً تربوياً لا قراراً عنيفاً :
الدكتور راتب :
أريد قبل أن أجيبك عن هذا السؤال ، ملمح دقيق جداً أعرف شخص من القرابة هو لم يكن ملتزماً إطلاقاً ، كان متفلتاً ، فلما عرف الله رأى زوجته متفلتة ، فاستشارني أن يطلقها قلت له : لا تفعل ، أنت وقتها أخذتها كما هي ، وأنت لم تكن كذلك ، فالله صبر عليك حتى عرفته ، فاصبر عليها ، والله هو ظنّ أنه عرف الله لابد من تطليق زوجته فوراً لأنها متفلتة ، ثم أمرته أن يحسن إليها إحساناً استثنائياً ، كل يوم معه هدية ، معه شيء ، وهي غير ملتزمة إطلاقاً ، قال لي : بعد ستة أشهر عندنا زيارة إلى أهلها تفاجأت أنها محجبة حجاباً كاملاً ، حتى الوجه ، المعاملة الطيبة تجلب .
المذيع :
العبارة الذي ذكرت أن الله صبر عليك حتى التزمت فاصبر عليها لا تطلقها .
الدكتور راتب :
حينما يصر الزوج على هداية زوجته الله يلين قلبها ، هذا جواب توحيدي ، حينما يصر الزوج على إصلاح ذات البين ، إصلاح زوجته دينياً ، ويكون صادقاً في هذا الطلب ، الله يعينه على ذلك ، علم الله منه الصدق فأعانه على ذلك ، لين قلبها ، حببه إليها .
المذيع :
وهنا يكون قد كسب إنسانة صالحة بدل أن يدمر أسرة .
الدكتور راتب :
البطولة لا أن تتخذ قراراً عنيفاً ، أن تتخذ قراراً تربوياً ، كما صبر الله عليك اصبر عليها .
المذيع :
السؤال الذي يتوارد على ذهن بعض المستمعين ، ماذا إن صبر عليها شهراً وشهرين وثلاثة ولم تلتزم هل يبقى معها ؟
الإنسان عبد الإحسان :
الدكتور راتب :
بالقوانين البشرية القواعد الثابتة الإنسان عبد الإحسان ، لأن الإحسان يملك القلب ، أنا أقول دائماً : الطرف الآخر تمتلكه بالإحسان ، املأ قلبه بإحسانك حتى يفتح لك عقله لبيانك.
(( يا داود ذكر عبادي بإحساني ، فإن القلوب جبلت على حبِّ من أحسن إليها ))
أية امرأة في الأرض زوجها صاحب دين ، يحبها ، يكرمها ، يدللها ، يعطيها كل حاجاتها الأساسية ، يراعيها ، يحترمها أمام أولادها ، لا تحبه ، لم تكن من بني البشر ...
(( يا داود ذكر عبادي بإحساني ، فإن القلوب جبلت على حبِّ من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها ))
المذيع :
هذا الرجل الذي لم يكن ملتزماً بالماضي واختار زوجة غير ملتزمة ، هداه الله كما صبر الله عليه يصبر عليها . هل هذا الحال يقاس بالتعامل مع الأبناء ؟
أخطاء الصغار من أخطاء الآباء والمعلمين :
الدكتور راتب :
طبعاً ، لكن الابن حسب دراستي الجامعية يوجد عادات ، تقاليد ، مفاهيم ، سلوك ، هذا تبدأ تربيته منذ ولادته ، عندما ذهبت الأم مع ابنتها الصغيرة التي عمرها ست سنوات إلى الجيران ، وأطالت المكوث كثيراً ، فلما رجعت إلى البيت جاء الزوج أين الطعام غاضباً ؟ أين كنتم ؟ تقول : لم نذهب إلى أي مكان ، البنت الصغيرة شربت الكذب من أمها .
أقول كلمة قاسية جداً لكن اسمحوا لي بها : أكثر أخطاء الصغار من أخطاء الآباء والمعلمين ، المعلم عندما يدخن أمام الطلاب ، الدخان شيء مشروع ، هذا المعلم قدوة ، عندما يسب الدين بانفعال شديد ، هذا قدوة ، أنا أقول لك : أنت تعطي أثمن شيء تملكه للمعلم ، الكلمة المرة أفضل ألف مرة ، عندما أقنعنا المرأة أن تدع البيت للخادمة ، وأن تتوظف ، إذا أقنعناها لمن بقي الابن ؟ لم يبق للأم ، الأم تملك رحمة ، تملك حرصاً ، هناك كاميرات خفية في بعض البيوت التي تفعله الخادمات المقهورات بالأبناء لا يصدق ، الخادمة عندما تولت تربية الابن والأم مشغولة ، أنا أعرف بعض البلاد أعلى وصف للمرأة ربة منزل ، تربي أولاداً ، تربي أمة ، تربي أجيالاً .
المذيع :
أصعب من أي وظيفة .
الدكتور راتب :
جئنا إلى التعليم ، أخطر عمل التعليم ، الابن سوف يتعلم من المعلم العادات والتقاليد والمفاهيم والملكات ، كله من المعلم ، والمعلم مقهور بمعظم البلاد ، أنا أقول شيئاً استثنائياً ولا أحب أن أذكرها دائماً ، أعلى راتب في ألمانيا المعلم ، إذا كان في قرية يعطى أفخر بيت ، نسلمه فلذات أكبادنا .
المذيع :
تفضل أخي جواد ...
مرات نشاهد الآباء يتعاملون مع أطفالهم بالضرب والقسوة هل الضرب يأتي بنتيجة ؟
تفضل دكتور معن ...
ما هي الأساليب النبوية التي ينصح بها في تربية الأولاد ؟
أبو أحمد تفضل ...
نحن الآباء نعمل الذي علينا ما هو المقياس ؟ أحياناً يكون الولد جيداً جداً وأحياناً يكون فاسداً ، أنا عملت كل شيء ، يوجد أناس علماء عندهم أولاد غير جيدين هل يتحملون مسؤوليتهم ؟
كيفية التعامل مع الأولاد :
الدكتور راتب :
أنا العبد الفقير أخذنا في الجامعة كتاب فرانز فانون وهو فرنسي الأصل ، هذا الكتاب سبعمئة صفحة ، ملخصه كله : العنف لا يلد إلا العنف ، أقنع ولا تقمع ، بيّن السبب بجلسة هادئة ، بابا هذا العمل خطأ عندما تكبر تخسر أشياء كثيرة جداً ، تبين ، تنبه ، مرة اثنتين ثلاث وإياك أن تعاقب بأشياء أساسية ، تعاقبه بحرمانه من المصروف ، صار يكذب ، المصروف أساسي ، فأنت عندما تعامله بالإقناع أقنع ولا تقمع ، تبين له بعض الأسباب ، يوجد شيء هذه التربية ، التربية أن تأخذ بيده لا أن تقمعه .
المذيع :
شيخنا بعض الأساليب النبوية المتبعة في تربية الأولاد .
الأساليب النبوية المتبعة في تربية الأولاد :
الدكتور راتب :
أنا أتصور احترام شخصية الطفل ، النبي عليه الصلاة والسلام مع أصحابه جاءت ضيافة ، طفل يجلس على يمينه ، وعلى يساره أشياخ كبار صحابة ، فقال للطفل : أتأذن لي يا غلام أن أعطي الأشياخ ؟ قال له : لا والله لا آذن لك ، القضية عميقة احترام شخصية الطفل .
المذيع :
النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه ؟
الدكتور راتب :
معقول أكبر غزوة للشمال قائدها شاب عمره سبعة عشر عاماً ، من مشي مشياً بالوداع ؟ الصديق وعمر بن الخطاب ، يا خليفة رسول الله لتركبن أو أنزلن ، قال له : والله لا ركبت ولا نزلت ، وما عليّ أن تغبر قدماي ساعة في سبيل الله . ما هذا الإسلام ؟ شاب عمره سبعة عشر عاماً يقود جيشاً في مؤتة ، هذا الشاب يجب أن نحترم شخصيته ، أن نعرف مكانته، يعطيك الشيء ، هذا الشاب له ثلاثة طلبات متواضعة ، يحتاج إلى فرصة عمل ، ويحتاج إلى مسكن ، ستون متراً فقط ، ويحتاج إلى زوجة ، إذا أمّنت الأمة لشبابها ثلاث حاجات بالحد الأدنى الأدنى ملكت الشباب كلهم .
المذيع :
شيخنا لو تأمنت فرص العمل ؟
الدكتور راتب :
أخي الكريم سيارة من هو الشاب ؟ المحرك ، قوة اندفاع مخيفة ، من هو الشيخ الرباني ؟ المقود ، ما هو الشرع ؟ الطريق المعبد ، فإذا انطلق الشباب بقوتهم وبتوجيه العلماء الربانيين على منهج الله ملكنا العالم .
المذيع :
تفضل أخي محمود ..
سؤال أنا من سوريا والأوضاع صعبة كيف نرضي الأهل ؟
كيفية التواصل مع الأهل لإرضائهم :
الدكتور راتب :
لا بد من التواصل ، والآن تستطيع أن تتكلم معهم ساعة كل أسبوع وفيديو .
المذيع :
تفضل أخي محمود ..
أتكلم معهم بشكل يومي ..
الدكتور راتب :
وإذا أنت في بحبوحة وهم بحاجة إلى المال تبعث لهم حوالة ، إما بالتواصل اليومي عن طريق الهاتف أو أي شيء .. أنا أتكلم مع ابني في أمريكا ساعة ونصف ..
المذيع :
شيخنا يبدو أن أهل محمود يريدونه أن يعود إلى سوريا إلى جانبهم بجوارهم ؟
الدكتور راتب :
ليس بخيركم من عرف الخير ، ولا من عرف الشر ، ولكن من عرف الشرين ، وفرق بينهما ، واختار أهونهما ، إذا هو في مكان له دخل جيد يكون أقدر على مساعدتهم مالياً ، فهو بالإقناع والله أنا خادم لكم ، لا يوجد أغلى من الأب لكن أنا أعمل بدخل في بلدي لا يصح لي ، أنا عندما أعمل سوف أعطيكم قسماً منه .
المذيع :
إذا تساوت فرص العمل بين بلده وخارج بلده ؟
الدكتور راتب :
بلده أولى .
المذيع :
تفضل أبو وسيم ...
شيخنا قلت : الإنسان مسؤول عن أبنائه ، هل يعني سيدنا نوح مسؤول عن ابنه يوم القيامة ؟
كل إنسان مسؤول عن ابنه :
الدكتور راتب :
سيدنا نوح ما قصر ، مسؤول إذا قصر ، أدّ الذي عليك بكل ما تملك من توجيه ، ومن تعليم ، ومن أسباب ، ثم اطلب من الله الذي لك .
المذيع :
تفضل أبو وسيم ...
أي مسؤول عنه لسن البلوغ ..
الدكتور راتب :
طبعاً ، عندما يكون هناك تقصير من الأب من وقت الولادة يوجد إهمال ولم يهتم بأصدقاء ابنه ، كلمة دقيقة جداً للأخوة المستمعين ؛ الأب والأم والعم والخال وكل من حولك من أقرباء محترمين جداً والمعلم والمدرس وخطيب الجمعة والشيخ كل هؤلاء القدوات قوة تأثيرهم في الشاب 40 % وصديق السوء 60% ، البطولة الكبيرة للأب والأم ، أن يعرف الأب من صديق ابنه وأن تعرف الأم من صديقات ابنتها .
المذيع :
شيخنا السؤال الذي تكرر الأب ما هي حدود مسؤوليته الشرعية عن أبنائه ؟
حدود مسؤولية الأب الشرعية عن أبنائه :
الدكتور راتب :
الحقيقة الأب مربّ ، دور الأب دور تربية ، والتربية أعلى شيء بالإنسان ، إنسان مصمم أن يتلقى تعاليم ، عفواً أكثر المخلوقات بعد ساعات تمتلك كل المهارات إلا الإنسان أطول طفولة للمخلوقات طفولة الإنسان ، ليتاح للأب والأم أن ينشأ ابنهما على منهج ، على قيم، على مبادئ ، على شيء حلال ، حرام ، يجوز ، لا يجوز ، الأب عندما يكذب على زوجته أمام الأولاد انتهى الأب عندهم ، الأب عندما يكون له شيء لا يرضي الله عز وجل والأولاد اطلعوا عليه ، إذا خلع ثيابه أمام أولاده ، هل هناك أبسط من هذا ؟ هذه مشكلة كبيرة لا يوجد عورات ، إذا الأب التزم ألا يخلع ثيابه أمام أولاده ، و لم يضبطه ابنه وهو يفتح على محطة إباحية ، دخل إلى عنده فجأة شاهد شيئاً لا يرضي الله عز وجل ، هنا مشكلة .
المذيع :
شيخنا الأب مكلف عن حسن تربية أولاده ، إلى متى يبقى هذا التكليف الشرعي ؟
الدكتور راتب :
وصلت إلى البلوغ انتهت مهمته ، مهمته إرشادية ، قالوا : لاعب ولدك سبعاً ، حتى يحبك ، وأدبه سبعاً معه قلم باركر من أين هذا يا بني ؟ رفيقي أعطاني إياه ، ليس صحيحاً ، في اليوم الثاني أذهب إلى المدرسة و أتأكد من هذا ، وراقبه سبعاً ، ثم اتخذه صديقاً .
المذيع :
شيخنا المسؤولية كاملة على الأب والأم في أول ...
الدكتور راتب :
أول سبع سنوات ، أخطر شيء ألا يكذب الأب ، إذا كذب الأب على زوجته أمام أولاده فكذبت على زوجها أمام ابنتها وكانوا عند الجيران ، عندما يكون هناك أخلاق في البيت فالأب له مكانة كبيرة ، ويسهل عليه تربية أولاده .
المذيع :
شيخنا وهذه المسؤولية حتى يصل إلى سن التكليف ثم يصبح مرشداً ، إذا أنا أحسنت تربية ابني واجتهدت فيما أمتلك من مال حلال ولكنه لم يسر على منهج .
الدكتور راتب :
أدّ الذي عليك وبهذا الأداء تنتهي مسؤوليتك .
المذيع :
شيخنا هذا كان حل سيدنا نوح لكنه لم يستطع أن يجزم بالنتائج .
استقلال المرأة في دينها عن زوجها :
الدكتور راتب :
في القرآن زوجات أنبياء لم تؤمن ، وزوجات مؤمنات امرأة فرعون زوجها كافر ، هذه كلها دروس للجميع ، أي المرأة مستقلة في دينها عن زوجها .
المذيع :
شيخنا في الختام دور رب العائلة أن يحسن اختيار زوجته قبل الزواج ، وأن ينصحها ويحملها على التوبة ، ويصبر عليها كما صبر الله عليه ، ثم يحسن تربية أولاده حتى سن البلوغ.
فاقد الشيء لا يعطيه :
الدكتور راتب :
كلمة يؤلمني أن أقولها : فاقد الشيء لا يعطيه ، إذا الأب لم يكن له معلومات دينية صحيحة ، لا يفهم ربه ، ولا سر وجوده ، الكليات لا أريد الجزئيات ، أنا مخلوق للجنة عندي في حياتي حلال وحرام .
المذيع :
شيخنا أحياناً يكون الأب متديناً بحق لكن الأولاد لا يحبونه .
الدكتور راتب :
يكون قاسياً :
(( إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وَخُلُقَهُ... ))
الدين غير الخلق ، الدين يصلي ، ويصوم ، ويذهب على الحج لكنه قاس على أولاده.
المذيع :
الله يفتح عليكم دكتور ! نختم هذه الحلقة بالدعاء ، ونسأل الله تعالى القبول .
الدعاء :
الدكتور راتب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها مردنا ، واجعل الحياة زاداً لنا من كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر مولانا رب العالمين ، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك ، اللهم لا تؤمنا مكرك ، ولا تهتك عنا سترك ، ولا تنسنا ذكرك ، أعطنا ولا تحرمنا ، أكرمنا ولا تهنا ، آثرنا ولا تؤثر علينا ، أرضنا وارضَ عنا ، اجعل هذا البلد آمناً سخياً رخياً وسائر بلاد المسلمين ، واحقن دماء المسلمين في كل مكان .